عُدْتَ يا عيدُ ؟
هل عُدْتَ يا عيدُ بالأفـراحِ تُبهجنـا***أم أنَّ صبحَـك بالأحـزانِ موعـودُ
هل جئتَ في ثوبِكَ الورديِّ مبتسمـاً***أم جاءَ فيك هزيمُ الرعـدِ مرصـودُ
آهٍ على أُمتـي .. أمسَـتْ ممزقـة ً***في كلِّ يـوم ٍ لهـا شَـرخٌ وتَنْهِيـدُ
في كلِّ يوم ٍ لهـا جـرحٌ يئـنُّ لـه ***ماءُ الخليجِ , وأرضُ الشامِ , والبيـدُ
آهٍ على أمةِ الإسـلامِ كيـفَ غَـدَتْ***كالطيرِ أبطـلَ مـن تحليقِـهِ القَيـدُ
سَأَلـتُ تاريخهـا فقـالَ مفتـخـراً***بـأن تاريخَهـا نـصـرٌ وتمجـيـدُ
يرموكُها إنْ سألتَ الدهرَ جـادَ سنـاً***وبدرُها - أمتـي - فجـرٌ وتوحيـدُ
مَضَتْ تدكُّ جيوشَ الكفـرِ فاتحـة*** ًلتنشرَ الحـقَ , إن الحـقَ محمـودُ
قاداتهـا أمطـروا آفاقـهـا ألـقـاً***الفاتحـون بنـاة ُ المجـدِ والصِيـدُ
آهٍ على أُمتي كيـفَ استحـالَ لهـا***ذاكَ العلـوُّ وذاكَ النصـرُ والسَّـودُ
تذوبُ في جسميَ المهـدودِ أسئلـة***ٌيكـادُ يسقـطُ مـن إيلامِهـا العُـودُ
بغداد , يا درة َ التاريخِ مـا صنعـتْ***بـك القذائـفُ والجُـرْبُ الرعاديـدُ
آهٍ عليـكِ مـن الأحشـاءِ أُرْسِلُهـا***ما عاثَ في أرضكِ السُعرُ المناكيـدُ
لم يعلموا أن من بغـدادَ قـد نشـأتْ***حضارةُ العصرِ والأمجـادُ والجـودُ
وأنتِ يا قدسُ يا طُهْـراً بـه عَبـقٌ***تشرَّب النـورَ فازدانـتْ بـه البيـدُ
يا أرضَ مسرى رسولِ اللهِ يـا بلـداً***فيـه النبـوءاتُ والتاريـخُ مشهـودُ
قد عاثَ فيك بنو صهيونَ واقترفـوا***فيك الدماءَ كأسـلافٍ لهـم عِيْـدُوا
همُ الخنازيرُ لا ترعـى لهـم ذِمَـمٌ***ولا تـكـونُ لأُمتـهـم مَـواعـيـدُ
يا أُمةَ الحـقِ هـذا النصـرُ يطلبُنـا***( إنْ تنصروا الله ) إنَّ النصرَ موعودُ
وإنْ بقينـا علـى أكمادنـا سفـهـاً***نَعَـضُّ أكبادَنـا مـا حـلَّ تنكيـدُ
آهٍ , و آهٍ , وآهــاتٍ نُـرَدِدُهَــا***ما زارنا , أو أَهَـلَّ بأرضِنـا عِيْـدُ
شعر : محمد أحمد الصحبي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية